السكري و الحج
حينما يعقد مريض السكري العزم على السفر لأداء فريضة الحج، فلا بد له قبل ذلك أن يقوم بتجهيز أشياء عدة داخل حقيبة سفره منها: كميات كافية من أدوية السكري، وبالنسبة للأنسولين، فأنه يفضل أن يقوم بوضعه داخل ثلاجة نقل خاصة او حافظة نقل مبردة ، إضافة إلى أجهزة قياس السكر، والمادة التي يستخدمها المريض في مكافحة انقباض السكر، وننصح المريض أيضاً بأن يحمل (بطاقة) تفيد إصابته بالسكري وأن يصطحب معه في سفره رفيقاً يكون على علم بالمرض للتصرف في الحالات الطارئة.
أما بالنسبة لملابس الإحرام. فعلى مريض السكري الحرص في أثناء الحج على أن ينتعل جورباً واسعاً. ومن الأفضل ألا يكون جديداً حتى لا تتعرض القدم لأي تقرحات، وفي الوقت نفسه تجنب المشي حافي القدمين.
وفي أثناء الطواف، من الأفضل أن يتحين المريض الوقت المناسب للطواف ويحبذ أن يكون ذلك في وقت متأخر من الليل حيث يكون الحرم أكثر هدوءاً من أي وقت آخر، وألا يبادر بالطواف إلا بعد أن يكون قد تناول العلاج و الطعام بالكامل لأن تزامن الجوع مع الجهد المبذول في الطواف يؤدي إلى انخفاض شديد في مستوى السكر بالجسم.
في أثناء السعي بين الصفا والمروة يحرص المريض على ألا يجهد نفسه وأن يستريح بين الحين والآخر خصوصاً إذا شعر بحاجته لذلك كما ننصح المريض بشرب الماء بين كل فترة وأخرى، لأن نسبة السكري قد ترتفع أو تنخفض بدرجة شديدة عند تأدية أحد المناسك، خصوصاً إذا صاحب ذلك نقص في سوائل الجسم.
هناك نقطة أخرى لا بد من الوقوف عندها وهي أن على المريض أن يتوقف تماماً عن تأدية أي شعيرة في حالة إحساسه بأعراض انخفاض مستوى السكر الذي يتمثل في الأعراض التالية:
الإرهاق الشديد ـ الشعور بالجوع ـ التعرق ـ تشوش النظر.
وعند التقصير أو الحلق، فإن المريض ينصح بالحلق بواسطة ماكينة الحلق بدلاً من الموس، وإذا حصل أن حلق بالموس وحدث جرح لا قدر الله فلا بد للمريض أن يستخدم على الفور مسحات الكحول في تعقيم موضع الجرح حتى يحول دون التهابه.
ومن المعروف أنه بمجرد أن يبدأ المريض رحلة السفر إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، فإن نظام حياته يتغير بالكامل، بما في ذلك نظامه الغذائي، وهذا التغير في نمط الحياة يستلزم تغيراً في طريقة العلاج، وهذا يتطلب من المريض مراجعة طبيبه قبل السفر إلى الحج.
كما يجب لفت الانتباه إلى أن السفر إلى الحج قد يصاحبه تغير في النظام الغذائي فضلاً عن أنه قد يضطر إلى شراء غذائه من أماكن لا تلبي المطالب الصحية لمريض السكري مثل الوجبات الخفيفة التي لا تتلاءم مع نظامه الغذائي المعتاد. لذلك، فمن المهم جداً لمريض السكري أن يحافظ على وجباته الأساسية في أثناء سفره وحجه، وألا يتوقف عند تناول وجبة معينة لأي سبب مثل ضيق الوقت حتى يتمكن من أخذ العلاج في مواعيده وحتى لا يتعرض لأي انخفاض شديد في مستوى السكر أثناء تأدية أحد المناسك.
وحيث إن موسم الحج يجيء غالباً في الصيف وارتفاع درجات الحرارة فإن الحجاج الذين يعانون مرض السكر يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بضربات الشمس أو بالإجهاد الحراري نتيجة لنقصان السوائل في الجسم، ولتجنب حدوث مضاعفات فإنه لا بد من إتباع النصائح التالية:
نصائح لمرضى السكري الحجاج
حمل قطع من الحلوى أو السكر لتناولها أثناء الإحساس بأعراض هبوط مستوى السكر في الدم مثل كثرة العرق والرعشة في الأطراف والإحساس بالجوع والصداع والدوخة وزيادة نبضات القلب.
يفضل تناول كمية مناسبة من السوائل والسكريات قبل القيام بأي مجهود بدني مثل الطواف والسعي والذهاب لرمي الجمرات.
اصطحاب بعض المطهرات والمضادات الحيوية الموضعية لعلاج التهابات الجلد عند حدوثها.
العناية بنظافة القدمين ومنطقة الفخذين وعدم المشي حافياً لتجنب حدوث الجروح أو التسلخات.
تأدية مناسك الحج ذات المجهود البدني بعد العصر أو في الليل مثل الطواف والسعي ورمي الجمرات واستعمال المظلات الواقية من الشمس عند الخروج في الشمس.
يتطلب الأمر أحياناً أن يصطحب بعض المرضى أجهزة قياس السكر في الدم أو في البول لمعايرة معدل السكر وتحوير العلاج تبعاً لذلك.
التقليل من جرعات الأنسولين أو الأقراص المستعملة لعلاج مرض السكر، ولكن تحت إشراف الطبيب، حتى لا يتعرض المريض لهبوط حاد في نسبة السكر بالدم أثناء بذل المجهود خلال تأدية الفريضة.
تغذية مريض السكري أثناء الحج
هناك عوامل مهمة تحدد أسلوب الغذاء والتغذية أثناء الحج، وذلك بسبب خصوصية الحج سواء من حيث المكان أو المدة أو التداخل بين فئات مختلفة من الناس في المستوى التعليمي والاجتماعي، فلذلك يجب على الحاج إتباع الإرشادات التالية:
أولاً:
عدم التعرض لحرارة الشمس حيث أنها تؤدي إلى ضربة الشمس وفقدان الجسم كثيراً من السوائل والأملاح الضرورية.
وتلافياً لذلك فعلى الحاج تجنب التعرض غير الضروري للشمس والبقاء في مكان إقامته، وأيضاً تبلبل الرأس والجسم عدة مرات يومياً قدر الإمكان لخفض حرارة الجسم الخارجية، والأهم الإكثار من شرب السوائل وخصوصاً الماء والعصائر لتعريض ما يفقده الجسم من سوائل وعناصر مغذية من الأملاح المعدنية وغيرها. ومن أهم فوائد الماء الغذائية تنظيم حرارة الجسم وترطيبه عندما ترتفع درجة حرارة الجو عن حرارة الجسم، كما أنه يساعد على تخليص الجسم من الفضلات ويقضي على الإمساك. ويجعل أنسجة الجسم مرنة مما يؤدي لليونة وسهولة حركة الأعضاء والمفاصل، ويساعد على حماية الجسم من الصدمات والرضوض التي قد يتعرض لها الحاج أثناء الحج، والقضاء على الجفاف الذي يتعرض له الحاج.
ثانياً:
يبذل الحاج جهداً وطاقة مضاعفين وهذا يحتاج إلى زيادة احتياجاته الغذائية خصوصاً مصادر الطاقة بما يعادل 40% زيادة على الاحتياجات العادية، كما يحتاج إلى زيادة المتناول من العناصر المغذية الأخرى وخصوصاً البروتينات والفيتامينات والمعادن بما يعادل 10% من الاحتياجات اليومية لذلك يجب الإكثار من تناول الأطعمة مثل الخضروات والفاكهة الغنية بفيتامين (ج) وذلك لما فيه من فوائد، فهذا من شأنه تشجيع خلايا الدم البيضاء على مقاومة العدوى ومنع الشعور بالتعب ويساعد في سرعة التئام الجروح ويزيد من امتصاص الحديد. ومصادره الغذائية: الفاكهة ( الجوافة، ا لبرتقال، الليمون ، الجريب فروت). الخضروات ( الطماطم، القرنبيط، الخضروات الورقية الطازجة).
كذلك تناول الأغذية الغنية بالحديد وذلك لتجنب فقر الدم الأنيميا وما يصاحبها من تعب وألم في الرأس ودوخة قد تعوق حركة الحاج وتزيد من إجهاده. ومصادره: (الكبد، اللحوم بشكل عام ، السبانخ).
ثالثاً:
بسبب الظروف الخاصة بالحج وارتفاع احتمالية فساد الأغذية وتلوثها لذلك يجب التأكد من كفاءة حفظ الأغذية وتخزينها وعدم تعرضها للحشرات بحفظها في الثلاجات المحكمة الإغلاق التي تعطي درجة التبريد الكافية، ويجب ملاحظة النظافة والتأكد من عدم خلط الأغذية الجاهزة للأكل مع الأغذية النيئة وخصوصاً اللحوم، والاهتمام بنظافة الورقيات الخضراء المكونة للسلطة وتنظيفها بالماء والمطهرات مثل برمنجنات البوتاسيوم.
هذا الموضوع منقول من النهدي للعناية الصحية